الأوقاف
انعقاد جلسات الدوار بقرية عرب فزاره و قرية بلوط بالقوصية شرق بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة بأسيوط
بتوجيهات كريمة من معالي الأستاذ الدكتور أسامة السيد الأزهري، وزير الأوقاف، وبرعاية الدكتور محمود سعد شاهين، وكيل وزارة الأوقاف بأسيوط، انعقدت اليوم الأربعاء الموافق 27 نوفمبر 2024م سلسلة جلسات حوارية مهمة تناولت قضية ذات أبعاد اجتماعية وإنسانية عميقة، وهي قضية “العنف ضد المرأة”، وذلك بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة. الجلسات شهدت مشاركة نخبة من العلماء والدعاة الذين ألقوا الضوء على هذه الظاهرة المرفوضة شرعًا وقانونًا، مؤكدين على دور الدين في ترسيخ قيم العدل والرحمة بين أفراد المجتمع.
بدأ فضيلة الشيخ محمد ريان حديثه في الجلسة التي أُقيمت بقرية عرب فزارة بالتأكيد على أن الإسلام جاء ليضع حدًا لكل أشكال الظلم، ورفع من مكانة المرأة كجزء أساسي ومُكرّم من المجتمع الإنساني. واستدل الشيخ بقوله تعالى: **{وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ} (الإسراء: 70)، مبينًا أن هذا التكريم الإلهي شامل للرجال والنساء على حد سواء. وأشار إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان النموذج المثالي في تعامله مع النساء، حيث أوصى بهن خيرًا في قوله: “استوصوا بالنساء خيرًا” (رواه البخاري ومسلم)، وهي وصية تربط بين حسن المعاملة وإتمام الإيمان.
وتناول الشيخ في حديثه الآثار السلبية للعنف ضد المرأة على الأسرة والمجتمع، مشيرًا إلى أن الظلم الواقع على النساء لا يؤذيهن وحدهن، بل يمتد أثره إلى الأبناء والأسرة ككل. وأوضح أن الشريعة الإسلامية أمرت الرجال بمعاشرة النساء بالمعروف، كما قال الله تعالى: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} (النساء: 19)، وهو أمر صريح يدعو إلى التعامل بالحسنى والتقدير والاحترام.
وفي جلسة أخرى أقيمت بقرية بلوط بالقوصية شرق، تناول فضيلة الشيخ سيد محمود علي وفضيلة الشيخ أحمد عبد التواب عبد الله الحديث عن جذور العنف ضد المرأة من منظور اجتماعي وديني، وكيف أن الإسلام واجه هذه الظاهرة منذ نشأته. أشار الشيخ سيد محمود إلى أن الإسلام جاء ليحرر المرأة من القهر والظلم، مستشهدًا بقوله تعالى: **{وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ}** (التكوير: 8-9)، موضحًا كيف أن الإسلام تصدى لظاهرة وأد البنات التي كانت تمثل أقسى أشكال العنف ضد المرأة في الجاهلية.
وأضاف الشيخ أحمد عبد التواب أن العنف ليس فقط جسديًا، بل يمكن أن يكون نفسيًا أو لفظيًا، وكل هذه الأشكال تتعارض مع قيم الرحمة والمودة التي دعا إليها الإسلام. واستشهد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي”(رواه الترمذي)، مشيرًا إلى أن خيرية الإنسان تُقاس بحسن معاملته لأهله، وخاصة النساء.
وفي ختام الجلسات، شدد العلماء على أهمية التوعية بحقوق المرأة التي كفلها الإسلام، داعين إلى نبذ كل أشكال العنف والاعتداء عليها. وأكدوا أن المرأة ليست مجرد عضو في الأسرة، بل هي صانعة أجيال وشريكة في بناء المجتمع، لذا فإن أي اعتداء عليها يعد اعتداءً على استقرار المجتمع بأسره. ودعوا الجميع إلى الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، الذي كان مثالًا للعدل والرحمة في معاملته مع النساء، حيث قال صلى الله عليه وسلم: “إنما النساء شقائق الرجال” (رواه أبو داود).
إتبعنا